استكشاف إرث سعيد النورسي: المكتبات النبوية في العالم الرقمي والذكاء الاصطناعي
استكشاف إرث سعيد النورسي: المكتبات النبوية في العالم الرقمي والذكاء الاصطناعي

سعيد النورسي، أو المعروف باسمه الحقيقي بديع الزمان سعيد النورسي 1877–1960، “نور العصر”، كان عالماً مشهوراً ومفكراً إصلاحياً إسلامياً ومعلقاً من تركيا. السبب وراء هذا الاسم هو التألق الخالص الذي ظهر منذ سنواته الأولى. يؤكد النورسي في العديد من أعماله على الحاجة إلى المعرفة الجماعية المبنية على القيم النبوية، وهي فكرة ذات أهمية خاصة في العصر الرقمي اليوم.
أحد أشهر أعمال النورسي هو رسالة النور، وهو تفسير موضوعي للقرآن يناقش جوانب مختلفة من الإيمان والعلم والفلسفة. وفيه كتاب المكتوبات (السور) الذي يحتوي على 33 مقالاً موجهاً إلى طلابه والمجتمع المسلم. في المكتوب العاشر، يشرح النورسي عن الإمام مبين، بناءً على سورة يا سين الآية 12، التي تنص على أن كل شيء في الكون مسجل بالتفصيل.
وبحسب النورسي، فإن الإمام مبين ليس مجرد ملاحظة سلبية، بل هو معرفة إلهية فاعلة، وكأنه مخطط لجميع الأحداث التي تحدث. ويصف الإمام مبين بأنه أرشيف ميتافيزيقي يسجل كل الأحداث الماضية والحالية والمستقبلية— بدقة كبيرة، على غرار أنظمة المعلومات المتكاملة التي نعرفها اليوم. فهو يذكرنا بأهمية المسؤولية الجماعية عن المعلومات التي ننتجها ونستخدمها.
في خضم تطور البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي (AI)، أصبح دور أمناء المكتبات النبويين ذا أهمية متزايدة. إنهم ليسوا مجرد محاسبين، بل هم أيضًا مفسرون أخلاقيون يساعدوننا على فهم التدفق المستمر للبيانات. يجب أن يكون أمناء المكتبات قادرين على فهرسة البيانات وتصورها وتفسيرها بطرق تعود بالنفع على المجتمع. مسؤوليتهم هي التأكد من أن المعرفة التي تم الوصول إليها دقيقة وذات صلة.

الذكاء الاصطناعي، بقدرته على تحليل البيانات والتنبؤ، يحاكي في الواقع النظام الموجود في الكون. هذا هو المكان الذي يلعب فيه أمناء المكتبات النبويون دورًا فعالًا في توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي ليتوافق مع القيم الأخلاقية. فهي تساعد المستخدمين على فهم المعلومات بشكل نقدي والنظر في السياقات الأخلاقية والاجتماعية. على سبيل المثال، يمكن لأمناء المكتبات المشاركة في مشاريع الذكاء الاصطناعي الأخلاقية التي تضمن عدم تمييز الخوارزميات.
"الإمام مبين هو نظام يسجل كل شيء"، قال النورسي في رسالة النور. وبناء على هذا الفهم، تقع على عاتق أمناء المكتبات النبويين مسؤولية ضمان أن المعلومات التي نصل إليها ليست صحيحة فحسب، بل مفيدة وأخلاقية أيضًا. إنهم بمثابة حراس "الحكمة" في بحر المعلومات، ويساعدون الناس على اكتساب معرفة أفضل.
في هذا العالم المعقد بشكل متزايد، تأتي مهنة أمناء المكتبات النبوية في طليعة الحفاظ على أخلاقيات البيانات والمعرفة الجماعية. أمناء المكتبات هم وكلاء التغيير الذين يضمنون استخدام التكنولوجيا من أجل الصالح العام. ومن خلال الجمع بين المعرفة التقليدية والمهارات الرقمية، فإنها تساعدنا على التنقل في عصر الذكاء الاصطناعي بحكمة ومسؤولية. 


المؤلف: د. آدي عبد الحق، م. هوم وهيليا مايلافايزا، SIp